يميل عدد كبير من الافراد للحصول على الاخبار والمعلومات على منصات التواصل الاجتماعي دون التأكد من مصدرية الموضوعات ، سواء كانت هذه المصادر معرّفة أو غير معرّفة، وهذا الانتشار ، غير المسبوق لوسائل التواصل مكنّ عدداً لا يستهان بهم للتلقي والنشر للمضمون السياسي او الاجتماعي او الديني غير المؤكد وعبر مختلف الاقنية الاتصالية ولذا يمثل النشر عبر المصادر المجهلة، ما يشبه التلاعب بالقراء او الاحتيال عليهم واعتماد هذه الاداة لتمرير الافكار المطلوب نشرها.
يقول رئيس شركة غوغل ومديرها التنفيذي السابق ( ايرك شميت) ان الانترنت اكبر تجربة فوضوية عرفها التاريخ ، ولعل الطبقة الفوضوية التي يتسم بها النظام العالمي اليوم هي ما حول البيانات الى مايشبه ( بترول العصر الحديث ) فلا عجب ان يمتلك الاحتلال الاسرائيلي اثنين من اهم المكاتب العالمية لمحرك البحث ( غوغل) و ( فيس بوك)
ان تزايد القوى الاجتماعية في عالم التواصل الاجتماعي عبر منصاته المختلفة ، مع عدد كبير من مواقع التواصل ( فيس بوك ، تويتر ، انستغرام ، تيك توك ، يوتيوب ، تقوم بمزاولة انحراف عالم التواصل بهيمنة هذه القوى الاجتماعية المتفرقة والمتنوعة ، ويوما بعد يوم تبرز اراء وافكار وقوى اجتماعية افتراضية في العالم الافتراضي فيما تساهم الخاصية التكنولوجية للإعلام المعوّلم ، بازدهار وانتشار الافكار المبثوثة دون التثبت من المصادر العابرة للحدود ، وبذلك تساهم هذه الخاصية بصناعة مجال عام افتراضي يحتمل الكثير من الاستفهامات عن التمدد في التطرف الفكري أو الانحراف العقائدي للجماعات الفرعيّة ،التي تجاوزت الجغرافية الفكرية لدولة ما أو شعب في منطقة ما ، بسبب الوفرة المتدفقة من رشقات التكنولوجيا الاعلامية